كتبت الصحفية: سلوى طه
في عالم التأهيل الحركي حيث يمتزج العلم بالأمل يعمل المتخصصون على تغيير حياة الأفراد ليس فقط من خلال العلاج ولكن عبر منحهم فرصة لاستقلالية حقيقية ومن بين هؤلاء يبرز اسم أحمد عماد سلامة أحد المتخصصين في تأهيل الأطفال ذوي الصعوبات الحركية الذي كرس حياته لتحسين جودة حياة المرضى ومساعدتهم على تحقيق أقصى استفادة من قدراتهم الحركية
بدأ أحمد عماد مسيرته العلمية بدراسة علوم الرياضة في جامعة الزقازيق حيث حصل على دبلومة الدراسات العليا في التدريب الرياضي عام 2011 ثم أتبعها بدبلومة علوم الإعاقة في العام التالي وهذا التخصص لم يكن مجرد دراسة أكاديمية بل كان نتيجة شغف عميق بتأهيل الأفراد ومساعدتهم على استعادة حياتهم الطبيعية
يتحدث أحمد عن السبب وراء اختياره لهذا المجال قائلًا:
"التأهيل الحركي يمنحني الفرصة لرؤية التغيير الحقيقي في حياة المرضى وعندما تساعد شخصًا كان غير قادر على المشي ليصبح معتمدًا على نفسه تشعر بسعادة لا توصف وإنه ليس مجرد علاج بل هو بناء حياة جديدة لمريض كان يومًا ما يحتاج إلى الآخرين في أبسط تفاصيل يومه"
ويضيف:"أعتبر كل مريض أتعامل معه مثل بذرة أزرعها أراها تكبر أمامي حتى تصل إلى الاعتماد على الذات ورؤية طفل لم يكن يستطيع الوقوف وهو الآن يسير بجانبك في الشارع بثقة هي أعظم إنجاز يمكن تحقيقه"
يرى أحمد عماد أن التأهيل هو الحلقة المفقودة بين المرض والشفاء حيث لا يقتصر دوره على تخفيف الألم فحسب بل يمتد إلى منع عودة الإصابة مجددًا ويوضح قائلًا :"التأهيل الحركي ليس مجرد علاج بل هو نظام وقائي أيضًا يساعد الأفراد سواء كانوا رياضيين أو أشخاصًا عاديين على تحسين لياقتهم وتقليل فرص التعرض للإصابات"
وفي المجال الرياضي يزداد دور التأهيل أهمية حيث يتعرض اللاعبون لضغوط جسدية هائلة تتطلب مرونة وقوة وقدرة على التحمل وهنا يكون التأهيل مفتاحًا للحفاظ على الأداء البدني الأمثل
لم يقتصر اهتمام أحمد عماد على التأهيل الحركي فحسب بل امتد إلى دراسة تأثير السمنة على صحة الأفراد وفي رسالة الماجستير الخاصة به قدم برنامجًا رياضيًا وغذائيًا لتحليل تأثير السمنة على توزيع الدهون في الجسم وخاصة في المناطق العنيدة مثل البطن والظهر
ويؤكد قائلًا: "السمنة ليست مجرد زيادة في الوزن بل هي عامل رئيسي في العديد من المشكلات الصحية مثل آلام المفاصل وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والتخلص من الوزن الزائد يحسن الصحة البدنية والنفسية ويزيد من ثقة الشخص بنفسه"
ينصح أحمد بضرورة ممارسة التمارين الوقائية خاصة تلك التي تستهدف تقوية العضلات الداعمة للمفاصل ويوضح: "آلام الركبة والظهر المزمنة غالبًا ما تنتج عن ضعف العضلات المحيطة لذا فإن تقوية هذه العضلات مع تقليل الوزن الزائد يساعد على الوقاية من هذه المشكلات"
ويحذر المرضى من تجاهل إشارات أجسادهم مشددًا على أهمية الراحة خلال فترة التأهيل حيث أن الإجهاد الزائد قد يؤدي إلى تفاقم الإصابة
يشير أحمد إلى أن بعض الحالات تتطلب تعاونًا وثيقًا مع أطباء العظام وأطباء المخ والأعصاب للوصول إلى أفضل نتائج علاجية فكل مريض حالة خاصة ويحتاج إلى خطة علاجية تتناسب مع وضعه الصحي
يختتم أحمد حديثه بتوجيه الشكر إلى الصحيفة والقائمين عليها معبرًا عن امتنانه للصحفية سلوى طه على تسليط الضوء على هذا المجال المهم ويؤكد أن كل حالة مرضية يتعامل معها تمثل تحديًا جديدًا وفرصة لإحداث فرق حقيقي في حياة شخص يحتاج إلى المساعدة
يبقى التأهيل الحركي أكثر من مجرد تخصص طبي فهو رسالة إنسانية تحمل في طياتها الأمل والتغيير ومن خلال جهود متخصصين مثل أحمد عماد سلامة يصبح الطريق نحو حياة أفضل ممكنًا للعديد من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يستحقون فرصة للعيش باستقلالية وكرامة
0 تعليقات