كتبت الصحفية: سلوى طه
في عالم القانون حيث الدقة والصرامة هما الأساس تظهر شخصيات طموحة تسعى لإحداث فرق حقيقي في المجتمع ومن بين هذه الشخصيات فرح أحمد عبد المطلب الطالبة بكلية الحقوق التي لم تكتفِ بالدراسة الأكاديمية فحسب بل خاضت تجارب قانونية عملية جعلتها مثالًا يُحتذى به في الاجتهاد والمثابرة.
بدأ شغف فرح بالقانون منذ طفولتها حيث كانت تحلم بأن تصبح ضابطة شرطة تدافع عن وطنها وتحميه ومع نضوجها أدركت أن دراسة الحقوق ستفتح لها آفاقًا أوسع لتحقيق العدالة وخدمة المجتمع تقول فرح "كنت دائمًا أرى نفسي في مواقف تتطلب الشجاعة والدفاع عن الحق"مضيفةً أن حبها للقانون نما مع مرور الوقت لأنه لا يعلم فقط النصوص القانونية بل يزود صاحبه بالقدرة على التأثير في حياة الآخرين.
لم تنتظر فرح التخرج حتى تبدأ في تطبيق دراستها على أرض الواقع أول تجربة لها في العمل القانوني داخل الجامعة كانت مليئة بالتحديات حيث تعاملت مع قضايا جنائية واقتصادية مثل قضية الريان الشهيرة هذه التجربة علمتها أهمية الصبر والتركيز كما منحتها رؤية واضحة لكيفية تأثير القانون على الحياة اليومية.
تحقيق إنجازات كبيرة في وقت قصير لم يكن سهلًا خاصة مع ضغط الدراسة والأنشطة المختلفة ولكن فرح وجدت الحل في التنظيم وتحديد الأولويات إلى جانب الدعم الذي تلقته من عائلتها وأصدقائها، توضح فرح قائلة "كنت أذكر نفسي دائمًا بسبب بدايتي وهذا ما أعطاني الدافع للاستمرار".
اختيار فرح كسفيرة لجامعة عين شمس لم يكن مجرد لقب بل مسؤولية تطلبت منها تمثيل جامعتها في فعاليات رسمية أبرزها الندوات التي حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي وزياراتها لقوات الصاعقة هذه التجربة زادت من مهاراتها في التواصل والتفاعل مع الشخصيات المهمة كما ساعدتها على فهم دور الشباب في بناء الوطن.
خاضت فرح تجارب محاكاة المحاكم الحقيقية حيث مثّلت النيابة العامة في قضايا جنائية معقدة مثل قضايا القتل هذه التجربة عززت من قدراتها في تحليل الأدلة وتقديم المرافعات القانونية بشكل احترافي خاصة عند التعامل مع الأسئلة المفاجئة من لجنة التحكيم.
ومن خلال مشاركتها في برنامج القوات الدفاع الشعبي العسكري بجامعة عين شمس تمكنت فرح من زيارة مواقع عسكرية والتعرف على دور القوات المسلحة في الحفاظ على الأمن والمحاضرات التي حضرتها ساعدتها على الربط بين القانون والأمن الوطني مما عزز فهمها لمسؤولياتها كمواطنة وقانونية مستقبلية.
تعمل فرح في وحدة دعم المرأة ومناهضة العنف بجامعتها حيث تساهم في نشر الوعي حول القضايا التي تواجه النساء مثل العنف الأسري والتحرش وترى فرح أن هذه القضايا تحتاج إلى اهتمام أكبر خاصة أن بعض الضحايا يخشون الإبلاغ عن الانتهاكات التي يتعرضون لها.
حصلت فرح على العديد من الدورات في القانون الجنائي الطب الشرعي ومكافحة الابتزاز الإلكتروني ولكن الأكثر تأثيرًا بالنسبة لها كانت دورة القانون الجنائي حيث تعلمت كيفية التعامل مع القضايا بشكل تفصيلي وتحليل الأدلة بعمق كما ساعدتها دورة الطب الشرعي في فهم كيفية استخدام الأدلة الطبية في القضايا الجنائية بينما منحتها دورة مكافحة الابتزاز الإلكتروني أدوات فعالة لحماية حقوق الأفراد في العصر الرقمي.
شاركت فرح في مسابقات الأبحاث الاقتصادية مما ساعدها على فهم التحديات القانونية في عالم الاقتصاد كما شاركت في مسابقة "الطالب المدرب" (TOT) والتي طورت من مهاراتها في التحدث أمام الجمهور مما عزز ثقتها بنفسها وقدرتها على إيصال المعلومات بشكل واضح ومؤثر.
تؤكد فرح أن التفكير النقدي والبحث المستمر ومهارات التواصل والتفاوض هي مهارات أساسية لأي شخص يرغب في النجاح بالمجال القانوني كما تشدد على أهمية التنظيم وإدارة الوقت خاصة في بيئة تتطلب التعامل مع عدة قضايا في نفس الوقت.
شاركت فرح في تنظيم مؤتمر الأدلة الجنائية والطب الشرعي بنقابة المحامين وهي تجربة عززت من فهمها لأهمية العلم والتخصص في المجال القانوني.
عبرت فرح عن رأيها في الجريدة قائلة: "أرى أن الجريدة تقدم محتوى مميزًا حيث تهتم بتسليط الضوء على الشباب الطموح والنجاحات التي قد تلهم الآخرين وهو أمر في غاية الأهمية في وقتنا الحالي وهذا النوع من الدعم الإعلامي يمنح دافعًا قويًا لكل شخص يسعى لتحقيق حلمه مما يعزز دور الإعلام في بناء مجتمع محفز وداعم للنجاح.
وعبرت ايضًا عن تجربتها في التعامل مع المحررة الصحفية سلوى طه فقالت: "كانت تجربة راقية للغاية والأسئلة التي طرحتها كانت عميقة ومميزة مما أتاح لي الفرصة للتعبير عن أفكاري وطموحاتي بشكل واضح وصادق ولم أشعر أن الحوار كان مجرد مقابلة روتينية بل كان مساحة حقيقية لمشاركة رحلتي وتجربتي أشكرها وأشكر فريق الجريدة على اهتمامهم ودعمهم للشباب وأتمنى لهم المزيد من التميز والتألق.
فرح أحمد عبد المطلب ليست مجرد طالبة حقوق عادية بل نموذج لشابة طموحة تُثبت أن النجاح لا يحتاج إلى وقت طويل بل إلى عزيمة وتنظيم وإصرار مسيرتها حتى الآن تُظهر أن القانون ليس مجرد نصوص تُدرس بل مجال يُمكن لمن يؤمن به أن يغير حياة الناس ويحقق العدالة، فرح ليست فقط مستقبلًا واعدًا في المجال القانوني بل هي دليل حي على أن الطموح لا حدود له.
0 تعليقات