كتب المستشار الصحفي: يوسف فريد شوقي
في أحد أحياء مصر، نشأ كيرلس حشمت لبيب، المعروف بلقب “كوكو”، جنبًا إلى جنب مع صديق طفولته سلطان محمد. لم تكن صداقتهما مجرد علاقة عابرة، بل كانت أخوة حقيقية قائمة على الحب والوفاء والإخلاص.
كبر كوكو وسلطان على مبادئ الصدق والأمانة، وكان لديهما حلم مشترك: بناء مشروع ناجح خاص بهما. وبالفعل، بدأ الحلم يتحقق عندما افتتحا محلًا لبيع الهدايا والإكسسوارات. لم يكن الطريق سهلًا، لكنهما عملا بجد، واستطاعا بناء سمعة طيبة بفضل تعاملهما الراقي مع الناس وأسعارهما التنافسية.
لم يكتفيا بالمحل، بل قررا توسيع نشاطهما، فأنشآ صفحة على فيسبوك لعرض منتجاتهما. سرعان ما انتشرت الصفحة، وازداد الإقبال عليها، واكتسبا ثقة العملاء، مما ساعدهما على افتتاح عدة فروع جديدة. وبمرور الوقت، أصبحا من الأسماء المعروفة والمحبوبة في مجال التجارة الإلكترونية، حيث كانا دائمًا يقدمان المنتجات بأسعار تنافسية ويحرصان على رضا الزبائن.
ولكن كما يقولون، “الحياة لا تسير دائمًا كما نتوقع”، فقد واجه كوكو اختبارًا صعبًا قلب حياته رأسًا على عقب…
بداية الأزمة: التابلت المشؤوم
في أحد الأيام، عرض أحد الموردين على كوكو تابلت للبيع. لم يكن هناك ما يثير الريبة، فهذه ليست المرة الأولى التي يشتري فيها بضاعة من موردين مختلفين. وبحسن نية، اشترى التابلت وأدرجه ضمن المنتجات التي يعرضها في محلاته.
وكعادته، قام بعمل بث مباشر عبر صفحته على فيسبوك ليعرض التابلت للبيع، دون أن يدري أن هذه اللحظة ستكون بداية المشكلة الكبرى.
لكن قبل أن تتحرك الشرطة أو يتم فتح أي تحقيق، كان كوكو قد سافر إلى الصين لشراء بضائع جديدة لمتاجره.
بعد سفره، بدأت الشرطة في التحرك، حيث اكتشف المسؤولون عن مخازن وزارة التربية والتعليم أن التابلت مسروق من الوزارة، وقرروا تحرير محضر رسمي بالواقعة.
كيف وصل التابلت إلى كوكو؟
1. قام شخص بسرقة التابلت من مخازن وزارة التربية والتعليم.
2. السارق باعه إلى تاجر أول.
3. التاجر الأول باعه إلى تاجر ثانٍ.
4. التاجر الثاني باعه إلى تاجر ثالث.
5. التاجر الثالث باعه إلى كوكو، الذي كان آخر شخص في هذه السلسلة الطويلة.
عندما وصل التابلت إلى كوكو، لم يكن أحد يعلم أنه مسروق، ولم تكن هناك أي قضية مفتوحة حوله.
لكن المفاجأة كانت أن المسؤولين عن مخازن الوزارة، بعد اكتشاف الواقعة، قاموا بتحرير محضر رسمي، ومن هنا بدأت الإجراءات القانونية التي جعلت كوكو يواجه تهمة لم يكن له بها أي يد.
ولكن الغريب في الأمر أن كل هذا حدث أثناء وجود كوكو في الصين، ولم يكن موجودًا في مصر عند بدء التحقيقات!
المفارقة والظلم
بعد التحقيقات، تم التوصل إلى الأشخاص الذين سبقوا كوكو في سلسلة البيع، وبدأت القضية تتكشف.
لكن ما حدث كان صادمًا:
• تمت تبرئة جميع التجار الذين تعاملوا مع التابلت قبل كوكو، واعتُبروا جميعًا “حسن النية”.
• لكن عندما وصل التابلت إلى كوكو، ولأنه عرضه للبيع علانية عبر البث المباشر، تم اعتباره فجأة “سيئ النية”، وكأنه كان يعلم أن التابلت مسروق!
لماذا يكون كل من باع التابلت قبل كوكو بريئًا، بينما يتحمل هو وحده المسؤولية؟
أين العدل؟
كيف يمكن لشاب ناجح، معروف بأمانته وصدقه، أن يخاطر بسمعته ومستقبله من أجل تابلت لا قيمة له أمام نجاحه؟
كيف يتم تبرئة جميع التجار الذين تعاملوا مع التابلت قبله، بينما يتحمل كوكو وحده المسؤولية؟
كوكو لم يفعل شيئًا سوى أنه اشترى منتجًا من تاجر كما فعل غيره تمامًا، لكنه كان الوحيد الذي دفع الثمن لأنه كان الشخص الذي ظهر في البث المباشر.
البراءة قادمة، لأن الحق لا يموت
كل من يعرف كوكو يدرك أنه لم يكن بحاجة أبدًا لفعل شيء كهذا. فهو شاب ناجح، شق طريقه بعرقه وجهده، وبنى اسمه بحب الناس وثقتهم.
اليوم، يقف كوكو أمام اتهام لا يستحقه، لكنه مؤمن بأن الحق لا بد أن يظهر، والعدل سينتصر، لأن الأمانة التي عاش عليها ستظل أقوى من أي تهمة ظالمة.
اعترافات المتهم الرئيسي في قضية سرقة تابلت وزارة التربية والتعليم
في تطور جديد بقضية سرقة أجهزة التابلت من مخازن وزارة التربية والتعليم بمدينة 6 أكتوبر، أدلى المتهم الرئيسي “محمود.م.ا.أ.إ”، 22 عامًا، باعترافات تفصيلية أمام جهات التحقيق، كشف فيها عن كيفية تنفيذ الجريمة، وكيف تم بيع الأجهزة في السوق.
البداية من داخل المخزن
يقول المتهم:
“أنا شغال عامل بوفيه ونظافة تبع شركة (إيجي كول)، بس من غير عقد، وبعدها اشتغلت في الإدارة بتاعة المدينة التعليمية كعامل نظافة، وهناك اشتغلت عامل بوفيه كمان. في الأول كنت شغال في الإدارة نفسها، وبعدين نزلونا المخزن، وهناك لاحظت وجود غرفة فيها أجهزة تابلت.”
ويضيف:
“فضلت شغال هناك فترة، وبعدها جه في بالي إني آخد جهازين من اللي موجودين في الأوضة وأبيعهم، وبالفعل خدت جهازين ونزلت بيهم على وسط البلد، وهناك قابلت واحد اسمه (يوسف)، عرفته بالصدفة، وعرضت عليه الجهازين، فوافق يشتريهم بـ1700 جنيه للجهاز الواحد، وبعتهم فعلاً.”
بيع التابلت المسروق والتوسع في السرقة
لم تتوقف الجريمة عند الجهازين الأولين، بل قرر المتهم الاستمرار في السرقة، حيث يقول:
“بعد اللي حصل، لقيت (يوسف) بيقولي لو عندك أي حاجة تانية عايز تبيعها قولي، فقررت أجيب أجهزة تانية. بعدها بكام يوم، خدت 112 جهاز تابلت تانيين، وكنت بطلعهم على مراحل عشان محدش ياخد باله، يعني كنت بحط كام كرتونة في شنط (هاند باج) وأطلع بيها.”
ويتابع:
“الأجهزة التانية اللي خدتها بعتها لـ(يوسف حازم عبدالسميع) بنفس السعر، وبعدها اتعرفت على واحد اسمه (رفعت صالح فكري محمد) وشهرته (بندق)، عرضت عليه الأجهزة، وهو وافق على شرائها، وخد مني 91 كرتونة، وكل كرتونة فيها 10 أجهزة، وإداني مقابلهم مبلغ مليون ومائتين وخمسين ألف جنيه.”
إخفاء بعض الأجهزة وسقوط الشبكة
“كان عندي 12 جهاز زيادة، شيلتهم في كيس عند واحد صاحبي مقبوض عليه معايا اسمه (حسام الدين مصطفى علي)، حطيتهم عنده في مكتب سياحة، بس هو ميعرفش حاجة عن الأجهزة دي.”
وعن لحظة القبض عليه، قال المتهم:
“كنت في بيتي في حدائق أكتوبر، ولقيت الحكومة بتخبط على الباب، فتحتلهم، فتشوا البيت كله، وخدوا تليفوناتي والفلوس اللي كانت معايا (حوالي 25 ألف جنيه)، وخدوني أنا ومراتي على القسم.”
اعترافات وتعاون مع السلطات
“في القسم، فضلوا يحققوا معايا عن الأجهزة، وأنا ساعدتهم بصراحة، قولتلهم كل حاجة، ودلتهم على الأماكن اللي بعت فيها الأجهزة، والفلوس اللي كانت معايا اديتهالهم.”
“بعدها كملوا التحقيقات مع (بندق)، عشان يعرفوا الأجهزة راحت لمين، وفلوسها رايحة فين، لأن هو خد مني عدد كبير من الأجهزة وكان بيبيعها لناس تانية، اللي تم القبض عليهم معانا.”
يُذكر أن القضية شهدت تتبعًا أمنيًا دقيقًا، مكّن السلطات من ضبط 750 جهاز تابلت من أصل 1179 جهازًا مسروقًا، كما تم القبض على عدد من المتهمين الذين كانوا ضمن شبكة بيع وتوزيع الأجهزة المسروقة.
ان شاء ربنا هينصرك وقريب كيرلس حشمت لبيب
2 تعليقات
🩵🩵🥰
ردحذفتفاصيل اكتر
ردحذف