"الإدمان في مصر: كابوس الشباب اللي بدأ بلحظة… وممكن ينتهي بفرصة"

بقلم المستشار الصحفي: يوسف فريد شوقي

في كل شارع وزاوية، ورا الضحكات العالية والوجوه اللي بتحلم بمستقبل مشرق، فيه قصص تانية… قصص شباب وقعوا في فخ قاتل اسمه "الإدمان". مش مجرد تجربة عابرة، لكنه طريق ضلمة بيبدأ بلحظة فضول أو هروب… وبينتهي بكابوس بيسرق الصحة، الروح، والمستقبل. والسؤال هنا: ليه الشباب بيقعوا في الفخ ده؟ وإزاي نقدر نحول كل صرخة استغاثة لفرصة حقيقية للحياة؟


شهادات من قلب الواقع:

● عمر (24 سنة - متعافٍ):

"كنت فاكرها تجربة بسيطة، حاجة أجربها مع صحابي… وفجأة لقيتني مربوط بحاجة مش قادر أفلت منها. صحتني راحت، علاقتي بأهلي اتدمرت، ومستقبلي كان بيضيع. خدت قرار العلاج في آخر لحظة… بس مش كل الناس بتلحق."

● نورا (19 سنة - طالبة جامعية):

"شفت صحابي بيجربوا وقالولي دي حاجة "خفيفة" ومش هتأذيني. جربت… ومن هنا بدأ الكابوس. كل مرة كنت بقول هي الأخيرة، وكل مرة كانت البداية الجديدة للضياع."


ليه شبابنا بيقعوا في الفخ؟

● أسباب اجتماعية:

غياب الأهل: لما الأهل ينشغلوا أو العلاقات تتوتر، الشباب بيدوروا على حضن تاني… وأحيانًا الحضن ده بيكون في المكان الغلط.

صحبة السوء: "جرب… مش هتخسر حاجة" جملة بتفتح باب محدش بيعرف يقفله.

البطالة والفراغ: لما مفيش شغل أو حلم واضح، المخدرات بتبقى مهرب سريع.


● أسباب نفسية:

الهروب من الضغط: التوتر والاكتئاب بيدفعوا بعض الشباب يدوروا على "راحة مؤقتة"… لكنها بتتحول بسرعة لإدمان.

الخوف من المواجهة: بدل ما نحل مشاكلنا، بنهرب منها… لكن الهروب سجن.

● أسباب اقتصادية:

سهولة الوصول: المخدرات بقت متوفرة في كل مكان وبأسعار بسيطة.

استغلال الأدوية: في غياب الرقابة، بعض الأدوية اللي ليها تأثير إدماني بقت بتتباع بسهولة.


● أسباب إعلامية وثقافية:

تأثير الدراما: لما نشوف المدمن في الأفلام "كوول" أو شجاع، الرسالة بتوصل غلط.

نقص التوعية: شباب كتير مبيكونش عندهم فكرة عن خطورة التجربة اللي ممكن تقلب حياتهم.

فاتورة الإدمان… مين بيدفع التمن؟

● الصحة أول ضحية:

جسد بيتدمر: المخدرات بتسبب أمراض مزمنة وبتدمر الجهاز العصبي تدريجيًا.

عقل بيتأثر: التركيز بيضيع، الذاكرة بتضعف، والسيطرة على التصرفات بتقل.


● النفسية في خطر:

اكتئاب وانتحار: الشعور باليأس بيدفع بعض المدمنين لإنهاء حياتهم.

عزلة وتوتر: المدمن بينسحب من حياته الاجتماعية وبيعيش في عالمه المظلم.

● المجتمع بيدفع التمن:

ارتفاع الجريمة: المدمن ممكن يعمل أي حاجة عشان يوفر جرعته.

تفكك أسري: الإدمان بيهز العلاقات العائلية ويدمر البيوت.

● الاقتصاد بيتأثر:

شباب معطل: بدل ما يكون عنصر منتج، المدمن بيتحول لعبء على المجتمع.

تكاليف علاج ضخمة: الدولة بتصرف ملايين سنويًا على علاج وتأهيل المدمنين.


إزاي نحارب الكابوس ده؟

● دور الدولة:

علاج مجاني: صندوق مكافحة وعلاج الإدمان بيقدم خدمات علاج سرية ومجانية.

مكافحة التجار: الداخلية بتكثف حملاتها لضرب سوق المخدرات.

مراكز إعادة التأهيل: الحكومة بدأت تنشئ مراكز حديثة لاحتواء المتعافين.

● دور المجتمع المدني:

حملات توعية: لازم نبدأ من المدارس والجامعات قبل ما الشباب يقعوا في التجربة.

برامج تأهيل: مش مجرد علاج، لكن دعم نفسي واجتماعي حقيقي للمتعافين.

دعم أسر المدمنين: لأنهم جزء مهم في رحلة العلاج.

● دور الإعلام:

تصحيح المفاهيم: لازم نبطل الترويج للمخدرات كرمز للتمرد أو القوة.

قصص أمل: لازم نسلط الضوء على الناجين اللي قدروا يبدأوا حياة جديدة.


● دور الأسرة والمدرسة:

الاحتواء والمراقبة: لازم الأهل يقربوا من ولادهم ويتابعوا سلوكياتهم بحب.

التوعية المبكرة: المدارس لازم تلعب دور أكبر في التوعية بمخاطر الإدمان.

الأمل لسه موجود

الإدمان وحش، لكن مواجهته ممكنة. كل مدمن هو إنسان محتاج فرصة، وكل فرصة محتاجة إيد تتمد وتسحبه للنور. الحل مش في العقاب بس… الحل في التوعية، الدعم، والعلاج. لو وقفنا مع بعض—الدولة، المجتمع، الإعلام، والأسر—هنقدر نحمي شبابنا ونرجّع الحلم اللي ضاع.

سؤال للنقاش:

هل تعتقد إن المجتمع مستعد يتقبل فكرة إن المدمن مريض يستحق العلاج مش العقاب؟ وإيه برأيك الخطوة الأولى اللي لازم ناخدها عشان نحارب الإدمان بجد؟

إرسال تعليق

0 تعليقات