كتبت الصحفية: سلوى طه
في الحياة يواجه الإنسان العديد من التحديات التي قد تعترض طريقه ولكن العزيمة والشغف كفيلان بتحويل المحن إلى منح تمامًا كما فعلت د. هبة صلاح أبو الفتوح البالغة من العمر 39 عامًا من محافظة الإسكندرية قصة ملهمة عن أم وزوجة استطاعت التوازن بين حياتها الأسرية وشغفها الشخصي لتصبح نموذجًا يُحتذى به في المثابرة والإصرار على تحقيق الأهداف
بدأت رحلة د. هبة مع إعطاء الأولوية لأسرتها حيث وضعت الأساس لحياة أسرية مستقرة قبل الانطلاق لتحقيق شغفها الشخصي تقول: "الأمومة كانت البداية فقد تأخر شغفي وأهدافي المهنية حتى تأكدت من وضع اللبنات الأولى لأسرتي والتي أعتبرها الأساس لأي امرأة بفطرة سليمة"
مرّت د. هبة بأزمة صحية شديدة والتي لم تكن مجرد محنة بل كانت بمثابة نقطة تحول في حياتها وتعلمت من هذه التجربة أهمية التوازن بين الجوانب المختلفة للحياة مما زادها قوة وعمقًا في فهم ذاتها ومتطلبات أسرتها
رغم التحديات استطاعت التوفيق بين مسؤولياتها كأم وزوجة ودراستها وتطوير ذاتها وتؤكد: "التوازن ليس سهلاً ولكنه ممكن بالتجديد اليومي للنية والتراحم مع النفس مع الاستعانة بالله"
استعادة شغفها كان بمثابة رسالة جسدية ونفسية تُنبهها بأن الوقت قد حان للتغيير وتقول: "الرسم أعاد لي شغفي بعد سنوات من التوقف وكان البداية لمعرفة أن الفنان بداخلي لا يزال حيًا"
اختارت د. هبة مجال التغذية نتيجة لمعاناتها مع زيادة الوزن منذ المراهقة مما دفعها لفهم هذا المجال بعمق لخدمة نفسها وأسرتها وتضيف: "أبنائي متميزون في الرياضة وكان لذلك دور في اهتمامي بالتغذية السليمة"
رحلتها التعليمية بدأت من الصفر لكنها كانت مليئة بالدعم من أساتذة أكفاء وتعلمت أن التغذية ليست مجرد إصلاح أعراض ظاهرة بل البحث عن الأسباب وعلاجها من الجذور
رغم التحديات مثل العودة للدراسة والعمل بعد انقطاع نجحت د. هبة بفضل عزيمتها وتدابير الله لها وتشير إلى أن التحدي الأكبر كان تجاوز الفكرة المسبقة عن صعوبة التغيير والنجاح
تؤمن د. هبة بأن التغذية السليمة تحسن جودة الحياة بشكل عام موضحة: "الغذاء الصحي كان جزءًا من حياة المصري القديم وله دور مباشر في تحسين القدرات العقلية والنفسية والإبداعية"
كما تحذر من الانسياق وراء الحلول السريعة أو الترويج المضلل للمنتجات والأدوية مؤكدة أن لكل شخص تجربة فريدة تتطلب التوازن والمثابرة
تطمح د. هبة لدراسة التغذية من منظور إسلامي مستلهمة الإرشادات من القرآن والسنة أما عن التوازن بين الأسرة والطموحات فتوضح: "التوازن يتحقق بالوعي بالأولويات والعيش في الحاضر والاستعانة بالله"
رسالتها لمن يواجه تحديات مشابهة أو يسعى لاستعادة شغفه: "كن واعيًا بدورك الحقيقي الذي خُلقت من أجله وتيقن أن الله يختبرك ليصنع منك شخصًا أقوى"
تُعبر د. هبة عن امتنانها العميق للجريدة والقائمين عليها مثمنة التواصل المميز مع المحررة الصحفية أ. سلوى طه والدكتور تامر عبد الهادي على ترشيحها لهذه المقابلة الملهمة
تظل د. هبة نموذجًا ملهمًا لمن يسعون لاستعادة شغفهم وتجاوز التحديات لتثبت أن الإرادة والشغف قادران على تحويل أصعب المحن إلى نجاحات باهرة
0 تعليقات