كتبت الصحفية: عبير صلاح سليمان
الدماء قد انتشرت وانتشر معها الجهل والبطالة؛ فكيف سنعيش ونحن كل يوم نسمع أخبار تشيب الرأس شيبًا، هل سنبقى في هذا الرعب طويلًا؟ أم سيكون هناك حلًا للإجرام؟
: نيره ما هذا الذي تسمعينه حبيبتي؟
نيره/ جدتي حبيبتي، كيف حالكِ؟
الجده وهي تجلس/ بخير حبيبتي، ما الذي تسمعينه؟
نيره بحزن/ كنت أقوم بحذف بعض الملفات من على الهاتف ولكن ظهر لي فديو حادثة الاسماعلية جدتي وكنت اسمع بعض الأخبار عن ذاك الحادث، أتعلمين يا جدتي قلبي يؤلمني حقًا على ذاك الشخص الذي قُطع رأسه، كم هو صعبٌ حقًا يا جدتي لمجرد أن تخيلت نفسي مكان ذاك الشخص كان قلبي قد بدأ بالوقوف، أتعلمين يا جدتي الدماء حقًا كثرت في مصر، هل سمعتي عن حدث مثل ذاك الحادث في الهند أو تركيا أو اليابان؟ بالتأكيد لا؛ لأنهم يعلمون أن روح الإنسان غالية، لا أعلم كم من الوقت سنبقى في هذا الرعب؟
الجدة/ حبيبتي نيرة نحن في عصر التكنولوجيا أتعلمين ما هو عصر التكنولوجيا هو عصر الفساد ألا تسمعين عن ذاك الشخص الذي قُتل من أجل فتاة لا يعلمها وعن ذاك الذي قُتل علي يد إرهابيًا في الشارع وذاك الذي قتل مسجدًا بأكمله وذاك الذي يفكر نفسه في لعبه ويقوم بتصوير نفسه وهو يقتل وعن ذاك الرجل أيضًا الذي قتل زوجته وعن الزوجة التي قتلت أبنائها وفلذة كبدها وتقوم بالانتحار أيضًا، أتعلمين كل هذا ناتج عن التربية، يتزوجون وهم صغار ويخلفون ويتركون أبنائهم للشوارع أن تربيهم حقًا أشفق عليهم.
نيره بحزن/ كنت أود أن أتحدث معكِ كثيرًا، ولكن الآن يجب على أن أذهب إلى الجامعة، هل تريدي شيئًا جدتي.
الجدة/ لا حبيبتي
ذهبت نيرة الي جامعتها وقلبها وعقلها مشوش كيف هناك بشر متوحشين هكذا؟ إنهم ليس رجالًا إنما أشباه رجال حقًا
عند مدخل الجامعه
: نيرة
لم ترد نيره على المُنادي وذهبت إلى جامعتها دون أن تلتفت إلى الخلف، وفي تمام الساعه الثانية ظهرًا خرجت نيره من جامعتها
: نيرة... نيرة... توقفي
نيرة وهي تنظر إلى الخلف: ماذا تريد مني يا ذاك، اتركني وشأني
: لا لن أترككِ
نيرة بغضب: محمد إن لم تحل عني سأحدث الشرطة
محمد/ لماذا لا تفهميني... توقفي.. لا تذهبي
ذهبت نيرة وفي داخلها تلعن ذاك اليوم الذي قابلت فيه هذا الشخص
محمد بصوت عالي/ لن أتركك يا نيرة اسمعي، لن أترككِ
نيره/ وأخيرًا قد وصلت المنزل، سوف أخذ قسطًا من الراحة قبل أن تأتي أمي وتقول لي اذهبي..
: اذهبي غرفة الطبيخ تنتظركِ
نيرة بحزن مصطنع: آه أمي كنت أود فقط قسطًا من الراحة، أرجوكِ حبيبتي سأذهب إلى النوم الآن ووعدٌ مني سأفعل ما تطلبيه
الأم/ حسنًا حبيبتي اذهبي إلى النوم، أحلامًا سعيدة
نيرة بفرحة/ حبيبتي
ذهبت نيرة إلى غرفتها وشرعت في تبديل ملابسها وبعد أن انتهت ذهبت إلى سريرها، ولكن قبل أن تغمض عينيها جائها اتصال من إحدي صديقاتها
نيره: أهلا عزيزتي ماذا تريدي ألم أترككِ منذ قليل
: نيرة حبيبتي أرئيت المنشور الذي نشره محمد علي الفيسبوك
نيره/ لم أرى شيء، ماذا نشر ذاك الوغد؟
: افتحي الآن واقرأي ماذا كتب
نيره: لا يهمني هو ومنشوراته في شيء
: ولكن هذا المنشور عنكِ
نيره بفزع/ ماذا تقولين، حسنًا سأقفل الآن
قفلت نيرة مع صديقتها وفتحت الإنترنت لكي ترى ماذا نشر هذا
نيره: يا إلهي هذا الوغد نشر منشور باسمي، سوف أخبر أبي لكي ينهي هذا الموضوع لقد ثئمت منه
خرجت نيرة من غرفتها
نيرة/ أمي أين أبي
الأم/ بالخارج حبيبتي
نيرة/ حسنًا أمي.
امسكت نيره هاتفها وشرعت في اتصال بمنجدها وحبيبها والدها
نيرة/ أبي أين أنت؟
الأب/ في الخارج حبيبتي لماذا؟ أيوجد شيء؟
نيرة ببكاء/ نعم أبي يوجد أشياء
الاب بقلق/ لماذا تبكين حبيبتي اهدئي
نيره/ هناك مشكلة وإن لم نقم بحلها سيحدث مصائب
الأب/ مشكلة! ماهي المشكلة
نيرة/ محمد جارنا أبي لقد قام بنشر منشور باسمي كاملًا ودائمًا يزعجني بـ أحاديثه وينتظرني أمام جامعتي ويريد أن يتحدث مع غصبًا يا أبي
الأب بغضب/ حسنًا حبيبتي لا تقلقي سوف أحل الموضوع
نيرة/ حقًا؟!
الأب/ حقًا عزيزتي، إلى اللقاء الآن
نيرة/ إلي اللقاء
اطمئنت نيرة لأن والدها سيفعل المستحيل كي لا يزعجها أحد
ذهبت في نوم عميق ولم تشعر بنفسها إلا وهي تسقط أرضًا من على السرير
نيرة بفزع/ يا إلهي ما هذا...... كم من الوقت مضى
أمسكت هاتفها لترى كم الساعة
نيرة بفزع/ يا إلهي كل هذا نوم!!! اعتقد انني لم أنم منذ وقت طويل
قامت نيرة وذهبت إلى الخارج حيث الجميع يجلسون
نيرة مبتسمة/ كيف حالكم جميعًا
الجميع/ بخير حبيبتي
جلست نيرة بجوار والدها
نيره/ ماذا فعلت في ذاك الموضوع يا أبي
الأب/ لقد قمت بتقديم بلاغ وعدم التعرض إليكِ أبدًا
نيرة بحزن/ حسنًا أبي
الأب/ لماذا أنتِ حزينة
نيرة/ لا شيء، سأذهب حتى أدرس، تعلمون امتحاناتي الأسبوع القادم
الجدة/ حسنًا عزيزتي بالتوفيق.
ذهبت نيرة إلى غرفتها ونزعت أفكار ذاك الشاب الطائش وذهبت لتدرس
وبعد مرور أربعة أشهر
جاء الصباح يحمل معه يومًا جميلًا على بعضهم والبعض الآخر لا
عند والد نيره في عمله
: عمي أشرف
نظر العم أشرف الي مصدر الصوت
الأب بغضب: محمد ماذا تريد ولماذا جئت إلى هنا
محمد/ أريد ان أطلب منك طلب
الأب بغضب/ ماذا تريد
محمد/ أريد ان اطلب يد ابنتك نيرة للزواج
الأب بغضب أكثر/ ليس لدي بنات للزواج، والآن هيا ارحل من هنا
محمد/ ارجوك عمي أنا أحبها كثيرًا
الأب بصوت مرتفع/ اخرج من هنا الآن
خرج محمد وهو في قمة غضبه وظل كثيرًا يذهب إلى العم اشرف ليتقدم إلى نيرة وكان رد العم مثلما هو وفي يوم كانت نيرة تجلس في غرفتها ممسكةً في هاتفها إلا ان جاءها رسالة من على الواتس من رقم مجهول وكان محتوى الرساله هو[ إن لم تفعلي ما أقوله لكِ يا فتاة لن أترككِ وسوف أقتلكِ] تجاهلت نيرة الرسالة وقامت بعمل حظر له على وسائل التواصل الإجتماعي، وبعد يومين من إرسال التهديد
نيرة/ صباح الخير أبي، صباح الخير أمي، أين جدتي؟
الأم/ صباح النور حبيبتي، جدتكِ في الغرفة نائمة
نيرة/ أوه حسنًا سأذهب إلى الجامعة لدي امتحان اليوم دعواتك، إلى اللقاء
الأب/ القلب معكِ حبيبتي، إلى اللقاء
ذهبت الفتاة إلى جامعتها
نيرة وهي في الباص سمعت ضجة بجوارها فـ نظرت إلى مصدر الصوت
محمد : سوف أجلس هنا بجوار هذه الفتاة، أما أنت اذهب في أي مكان آخر
: سوف أجلس هنا ماشأنك أنت يا رجل
محمد: ألم تسمع حديثي
السائق: حسنًا يا هذا اذهب إلى المقعد الخلفي، لا نريد مشاكل الآن، يوجد هنا طلاب وسيتأخرون على مواعيدهم
جلس الشاب في المقعد الخلفي
محمد : كيف حالك
نيره/ لا رد
محمد/ أتحدث معكِ يا فتاة
نيره / لا رد
تجاهلت نيره إلا أن وصل الباص
ووقت نزول نيرة إلى شارع قام بالنزول خلفها وحاول التحدث معها مرة أخرى ولكن كالعادة تجاهلت ثم قام بطعنها طعنة في الجنب بآداة حادة( السكين) وعندما استغاثت قام بنحرها من رقبتها ولكن قبل أن يهرب مسكه رجل وقام بضربه وجائت الشرطة وأخذته وأيضًا الإسعاف لتأخذ هذه الفتاة المسكينة.
نعم لقد توفت الفتاة وذهبت إلى خالقها وذهب معها النخوة والرجولة، أين الرجال الذين كانوا في الطرقات ألم يسمع صوتها تنادي وتثتغيث لقد ماتت الرجولة في ذلك الموقف، أرى أن الدماء قد كثرت في هذا العصر، أي عصر نحن به الآن؟ أتعلمون ما يسمى هذا العصر يسمى بعصر الدماء، بعصر الجاهلية والبطالة، لا أحد في هذا العصر يفقه شيء، كيف ترون الجاني يقتل والمجني عليه يصرخ ولا أحد يتقدم لإنقاذه كل ما هو يشغلكم التصوير والسوشيال ميديا وكيف ترفعون ذاك المقطع على الإنترنت وذلك الشخص يقتل أمام أعينكم، أين قلوبكم بالله، أين عقولكم، أين وصية الرسول لكم، وآه عليكِ يا دنيا وآه على رجالكِ، أين هم الذين يمشون على خطى الرسول، أتعلمون شيء إنهم ليسوا رجال بل هم أشباه رجال.
انتهت بفضل الله
بقلم عبير صلاح سليمان
0 تعليقات